اكْسبِ
الناس
ومنْ سعادةِ العبدِ قُدرتُه على كسْبِ الناس ، واستجلاب محبَّتِهم
وعطفِهم ، قال إبراهيمُ عليه السلامُ : * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي
الْآخِرِينَ * ، قال المفسرون : الثّناءُ الحسنُ . وقال سبحانه وتعالى عنْ موسى : *
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي * . قال بعضُهم : ما رآك أحدٌ إلا أحبَّك
.
وفي الحديثِ الصحيحِ : (( أنتم شهداءُ اللهِ في الأرض )) . وألسنةُ
الخلْقِ أقلامُ الحقِّ .
وصحَّ : (( أن جبريل يُنادي في أهلِ السماءِ : إنَّ يحبُّ فلاناً
فأحبُّوه ، فيُحبُّهُ أهلُ السماءِ ، ويُوضعُ له القبُول في الأرضِ )) .
ومنْ أسبابِ الودِّ : بسْطةُ الوجهِ ولِينُ الكلامِ وسَعَةُ الخُلقُ
.
إنَّ منْ العواملِ القويةِ في جلْبِ أرواحِ الناسِ إليك : الرِّفقُ ؛
ولذلك يقولُ - صلى الله عليه وسلم - : (( ما كان الرِّفقُ في شيءٍ إلا زانه ، وما
نُزع منْ شيءٍ إلا شانهُ )) .
ويقول : (( من يُحرم الرفق ، يُحرم الخير كلّه )) .
قال أحد الحكماء : الرفق يُخرج الحيَّة من جُحْرها .
قال الغربيُّون : اجْنِ العسل ، ولا تَكْسِرِ الخلِيَّة .
وفي الحديثِ الصحيحِ : (( المؤمُن كالنَّحْلةِ تأكلُ طيِّباً ، وتضعُ
طيّباً ، وإذا وقعتْ على عودٍ ، لم تكسِرْهُ )) .
********************