3 وزراء في البيّض للوقوف على حجم الكارثة
فقدان عون حماية مدنية بعد أن أنقذ عجوزا
يستعصي وصف ما عاشه سكان مدينة البيّض، ليلة السبت إلى الأحد،
بعد أن فاض واد ي المدينة ومسح كل ما وجده أمامه من سكنات وجسور ومركبات،
كما ألحقت السيول خسائر كبيرة بالبنية التحتية، لكن قبل كل هذا تواصل فرق
الإنقاذ من المواطنين بالدرجة الأولى وفرق الحماية المدنية انتشال جثث
المزيد من المفقودين.
استيقظ سكان مدينة البيّض، على غير العادة، أمس في الساعات
الأولى للصباح ليكتشفوا أنهم باتوا ليلتهم في مدينة شبيهة بتجمع سكاني تعرض
لقصف جوي كبير، بعد أن ذابت مئات البنايات واستوت بالأرض، وتجاوز عرض
الوادي ال0`2 مترا وجرف معه 4 جسور كانت تربط أطراف المدينة، غير أن طوفان
السبت الأسود قطع أوصال المدينة فأصبح من المستحيل التنقل من جنوبها إلى
شمالها، باستثناء ما يوفره جسر العشرين أوت المتضرر هو الآخر بعد أن تهاوت
حواشيه.
ومثل مئات السكنات سواء التي سواها الواد بالأرض أو التي تضررت
بشكل كبير في مختلف الأحياء التي يخترقها مجرى الوادي على مسافة 11
كيلومتر من أحياء القرابة، بوخواضة، القنطرة الصغيرة، واد الفران، قصر
الدجاج، رأس لكوط وباركافوراج علاوة على قصر بن خيرة، فإن صور الدمار
متشابهة فقط الضرر يبقى أكبر بالمساكن القريبة من مجرى الوادي الذي بلغت
تكلفة إنجازه حوالي 300 مليار لحد الآن. وتقاطعت شهادات السكان وخاصة كبار
السن منهم على أنهم لم يسبق أن شاهدوا كارثة طوفان مشابهة للتي عاشوها ليلة
السبت الأسود. أما عينات من الأجيال الجديدة، فقد قالوا لـ''الخبر'' أن
كارثة باب الواد بالعاصمة التي كانت تمثل بالنسبة لهم ''مرجعا'' في الخطورة
فقد استبدلوا هذا المرجع منذ السبت الماضي ''بكارثة واد البيّض بدل باب
الواد''.
صور مأساوية تتكررعلى ألسنة شهود عيانتنقلت
صورة عون الحماية المدنية ''بالكحل '' الذي، غالبته الأمواج الطوفانية بعد
أن خلّص سيدة من الموت بحي المنظر الجميل في حدود السابعة من مساء السبت،
لكل البيوت والتجمعات، غير أن جسد شهيد الحماية المدنية لم يعثر عليه لحد
الآن بعد أن آثر الموت لإنقاذ سيدة كانت تغرق وسط ذهول السكان. أما رب
عائلة ''محبوبي'' الذي زارته ''الخبر'' أمس بالطابق الرابع لمستشفى البيّض،
فلم يمل من الحديث عن شاب فلسطيني يقيم بالبيض يدعى ''فارس''، خاطر بنفسه
ورمى كل ملابسه وسط درجة برودة لا تطاق لنجدة عائلة محبوبي بكل أفرادها،
حيث وجدناهم بجوار والدهم تحت هول الصدمة غير المسبوقة.
ولم تحدد
السلطات المحلية لولاية البيض العدد النهائي لضحايا هذه الفيضانات، حيث وصل
عدد الضحايا مؤقتا إلى 10 قتلى، في الوقت الذي تواصلت فيه طيلة نهار أمس
الأبحاث عن المفقودين الذين جرفتهم السيول.
وتحدث والي البيض
لـ''الخبر'' في التاسعة من صباح أمس، عن رقم مؤقت للضحايا، لكن بعد هذا
التصريح بساعتين تلقت ''الخبر'' مكالمة هاتفية من رئيس جمعية معروف محليا
تحدّث فيها على أنه عثر رفقة أصدقائه على جثتين بالمكان المشهور محليا
''برحيم'' بالقرب من القطرة الصغيرة. وفي هذا الوقت ومثلما قال الوالي، فإن
كل الأرقام مؤقتة في انتظار ما يرسل رسميا لوزارة الداخلية وهذا علاوة على
شاب توفي بالقرب من سد بريزينة لم يعثر عليه أيضا. ولحظتها كان مواطنون
يفتشون مركبة بواد باركافوراج جرفتها السيول.
وتلقت ''الخبر'' العشرات
من المكالمات عن مفقودين من جيرانهم خاصة بحي القرابة وواد الفران وكذا
بوخواضة الأكثر تضررا لحد الآن، ويمثل سكان هذه الأحياء نسبة عالية من
عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفى البيّض. وقد وصل عددهم في صبيحة أمس رسميا
إلى 138 متضرر وجريح. وأغلقت السلطات العمومية المؤسسات التربوية نتيجة
تضرر الكثير منها وكذا نتيجة تخصيص بعضها لإيواء المنكوبين الذين يتزايد
عددهم. وأمام هذا الوضع خصصت السلطات بناية مصنع الأحذية وغرف به وتحدثت عن
توفير مستشفى ميداني جاهز حسب الوالي لتقديم المساعدة للمنكوبين.
3 وزراء في البيّض للوقوف على حجم الكارثة يقوم
اليوم وزراء الداخلية والجماعات المحلية، والأشغال العمومية، والسكن
بزيارة لولاية البيّض في أعقاب الفيضانات الطوفانية التي عرفتها المدينة
ليلة السبت إلى الأحد، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، وشلت الحركة
بالمؤسسات المحلية، وعلى رأسها تضرر 82 مؤسسة تربوية، الأمر الذي استدعى
توقف الدراسة بمجموع مدارس وثانويات المدينة. وفي انتظار تأكيد أرقام
الخسائر البشرية نهائيا من طرف خلية الأزمة المشكلة بالولاية، فإن بدايات
عودة الحركة لأحياء المدينة وكذا تنظيف مسار الوزراء اليوم تزامن وانتشار
قوات الأمن والدرك.
الأغواط والجلفة وتيارت وباتنة وغرداية تحت سيول المطرقتيل وعائلات مشردة والمواطنون يقطعون الطريقتحسبا لوقوع فيضانات أخرىوحدات الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى خلّفت
الأمطار الطوفانية التي تساقطت طيلة يومي الجمعة والسبت في ولايات باتنة
والأغواط والجلفة وتيارت وغرداية، مقتل شخص وتشريد العشرات من المنكوبين
الذين لم يترددوا في قطع الطرق احتجاجا على أوضاعهم المزرية الناجمة عن
التقلبات المناخية.
لقي شخص يبلغ من العمر 47 سنة حتفه وأصيب آخر، فيما
شردت عائلات وهلكت مئات الرؤوس من الأغنام، فضلا عن انهيار عدة مبان وبنى
تحتية بسبب التقلبات الجوية التي شهدتها ولاية باتنة، أمس الأول.
وتفيد
حصيلة الحماية المدنية بأن فيضان وادي القرنيني في بلدية عزيل عبد القادر
تسبب في جرف شاحنة كان على متنها شخصان، حيث هلك السائق، فيما نجا مرافقه
بأعجوبة. وأفاد شهود عيان بأن الشاحنة كانت بصدد عبور الوادي في منطقة
أولاد ميرة، ففاجأتهم قوة السيول، حيث جرفت الشاحنة، مما جعل سكان المشتة
والمشاتي المجاورة يدخلون في رحلة بحث عن الشخصين قصد إنقاذ ما يمكن
إنقاذه، وقد أفلحت جهودهم في العثور على مرافق السائق حيا على بعد نحو 3
كيلومترات من مكان الحادث وتواصلت عمليات البحث المشتركة بين أعوان الحماية
المدنية والدرك الوطني، والمواطنين إلى أن تم العثور على سائق الشاحنة
ميتا.
وفي أفلو بالأغواط، أغرقت فيضانات الأودية والشعاب التي خلفتها
الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المدينة سكان الأحياء في الأوحال
والمياه التي غمرت العشرات من المنازل على سمك يفوق المتر ونصف، وعاش
السكان أمسية أول أمس، رعبا حقيقيا بعد أن حاصرتهم المياه من كل جهة، حيث
عزلت بعض أحياء الجهة الجنوبية ولم تتمكن مصالح الحماية المدنية من الوصول
إليهم.
أما في قرية الزينة بالجلفة، فأقدم العشرات من سكان قرية الزينة
مرفوقين بأبنائهم أمس على غلق التجمع وغلق الطريق رقم واحد، احتجاجا على ما
وصفوه بالصعوبات التي يواجهونها يوميا خصوصا مع تساقط الأمطار نهاية
الأسبوع، حيث كاد الوادي المحاذي للقرية وفي ظل انهيار الجسر الوحيد الذي
يعبر منه الأبناء المتمدرسين أن يؤدي إلى هلاك أبنائهم بعد أن امتلأ الوادي
بشكل مخيف، الأمر الذي أدى إلى انقطاع المنطقة عن المحيط الخارجي.
في
سياق متصل بالتقلبات الجوية، أقدم سكان حي الوادي بالضاحية الشرقية لمدينة
السوقر في تيارت، على قطع الطريق الرابط بين المدينة وبلدية عين بوشقيف
بالحجارة والمتاريس في أعقاب تساقط الأمطار الكبيرة التي شهدتها المنطقة
ليلة الجمعة إلى السبت، والتي اجتاحت خلالها المياه عددا من البيوت وذلك
للمطالبة بالإسراع في عملية الترحيل، آخرها احتجاج أمس الذي جاء مع بداية
فصل الخريف.
وفي بلدية العطف بولاية غرداية، لم يتمكن مئات التلاميذ من
حي تامو من الذهاب إلى المدرسة بسبب عزلة حيهم عن العالم الخارجي، ومكث
عمال وموظفو الحي في بيوتهم بسبب السيول المتدفقة عبر واد مزاب، ويعيش حي
تامو في عزلة عن العالم الخارجي منذ يوم الجمعة الماضي.
المراسلون
عودة الاستقرار الجوي إلى المناطق المتضررة تعرف
المناطق الداخلية التي شهدت خلال اليومين الأخيرة اضطرابا جويا معتبرا،
طقسا فصليا عاديا. وكانت نشرة جوية خاصة أصدرها الديوان الوطني للرصد الجوي
السبت الماضي، قد أشارت إلى هطول أمطار رعدية معتبرة خلال اليومين
الأخيرين، تكون متبوعة أحيانا برياح قوية. وتتمثل الولايات المعنية في
الأغواط والجلفة والمسيلة وبسكرة والجهة الجنوبية للوادي، حسبما أوضح ذات
المصدر الذي أشار إلى أن صلاحية هذه النشرة تمتد من 1 أكتوبر في حدود
الساعة الـ12 إلى 2 أكتوبر في حدود نفس الساعة.
الجزائر: ب.سهيل تحسبا لوقوع فيضانات أخرىوحدات الحماية المدنية في حالة تأهب قصوىوضعت
المديرية العامة للحماية المدنية وحداتها في الولايات التي شهدت
الفيضانات، في حالة تأهب قصوى تحسبا لتسجيل مزيد من الخسائر المادية
والبشرية وتقديم ما أمكن من مساعدات لفائدة العائلات المشردة التي جرفت
السيول بيوتها وجعلتها في عداد المنكوبين.
أفاد المكلف بالاتصال
بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد فاروق عاشور في تصريح
لـ''الخبر'' بأن حصيلة الفيضانات بالبيض ارتفعت إلى 8 وفيات بعد العثور على
جثث ثلاثة أشخاص آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 17 سنة.
الجزائر: كريم كاليأمطار رعدية مرتقبة بولايات الجنوب خلال 24 ساعة المقبلة ستشهد
ولايات الوادي وورفلة وإليزي تساقط أمطار رعدية خلال 24 ساعة المقبلة، حسب
نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية. وأوضح نفس المصدر أن صلاحية
هذه التوقعات ستستمر إلى غاية الساعة الثالثة من مساء اليوم الإثنين،
بالنسبة لولاية الوادي والجزء الشرقي لولاية ورفلة، مضيفا أن الكميات
المتساقطة ستبلغ أو تفوق محليا 30 ملم. وستستمر صلاحية هذه التوقعات
بالنسبة لولاية إليزي إلى غاية الساعة التاسعة مساء من نهار اليوم على
الأقل. وأضاف الديوان أن كميات الأمطار المتساقطة محليا ستبلغ أو ستفوق 40
ملم.
وأج