[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اخوتي و اخواتي الاحباء هل سألنا انفسنا يوما كم نحب النبي صلى الله عليه و سلم ؟؟
هل درجة حبنا تساوي حب الصحابة رضوان الله عليهم له ؟؟



اذا فلنسأل انفسنا لماذا أحب أصحاب محمد محمدا (صلى الله عليه وسلم) إلى
درجة استعدادهم التام بأن يبذلوا أنفسهم وأموالهم وأهليهم فداء له, ولماذا
يزداد هذا الحبُّ له والإرتباط به مع إزدياد معاشرتهم له؟

فها واحد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم يغيب عن رؤية رسول الله صلى الله
عليه وسلم فترة من الزمن ساعات فيشعر بمرارة فراق رسول الله ويفكر في
كيفية تحمل فراقه صلى الله عليه وسلم في الآخرة حتى قبل أن يفكر في دخول
الجنة...


جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , إنك لأحب إلي
من نفسي , وأحب إلي من أهلي , وأحب إلى من ولدي , وإني لأكون في البيت
فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك , وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا
دخلت الجنة رفعت مع النبيين , وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك .

فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه :
{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا }
الراوي: عائشة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/537
خلاصة الدرجة: صحيح لغيره

وهذا الصحابي الجليل الذي همُّوا بقتله بعد أن أذاقوه شتى ألوان التعذيب, ثم يسألونه : أتحب أن يكون محمد مكانك وأنت ناج,
فيرد بكلام يُكتب بماء الذهب وقلبه كله حب لمعلمه وقائده:
والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي

قال ابن إسحاق : وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه
أمية بن خلف ، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له يقال له نسطاس إلى التنعيم
، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه . واجتمع رهط من قريش ، فيهم أبو سفيان بن حرب
فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟
قال والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي .
قال يقول أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ; ثم قتله نسطاس يرحمه الله (1)
بل إن مبغضيه وكارهيه قد تحولوا من شدة البغض له إلى شدة الحب والتوقير والإجلا لما رأوا في من حين الخلق والمعاملة

ففي صحيح مسلم عن ابن شماسة
حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت . فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار
. فجعل ابنه يقول : يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟
أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ قال فأقبل بوجهه
فقال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
إني قد كنت على أطباق ثلاث . لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم مني . ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته . فلو مت
على تلك الحال لكنت من أهل النار .
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط
يمينك فلأبايعك . فبسط يمينه . قال فقبضت يدي . قال " مالك يا عمرو ؟ " قال
قلت : أردت أن أشترط . قال " تشترط بماذا ؟ " قلت : أن يغفر لي . قال "
أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ؟
وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ "
وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه .
وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له . ولو سئلت أن أصفه ما أطقت .
لأني لم أكن أملأ عيني منه . ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل
الجنة .
ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها . فإذا أنا مت ، فلا تصبحني نائحة ولا
نار . فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا . ثم أقيموا حول قبري قدر ما
تنحر جزور . ويقسم لحمها . حتى أستأنس بكم . وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي .

الراوي: عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 121
خلاصة الدرجة: صحيح

[/b]