السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
سيكون هذا الموضوع موجه بالأخص للأمهات....وأسألك سيدتي كم مرة أفشى طفلك أسرارا تجاه من تزورينهم ....أقاربك أو جيرانك أو حتى زميلاتك ....مثلا بذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل أو قولا تفوهت به.... بدون أن يذرك أنه أمر خاص لا يجب إطلاع الآخرين عليه؟ أو تفوّه ابنك بكل ما يسمع من حديث يدور بينك و بين زوجك مثلا...وهنا أشير الى عدم الأستهانة بذكاء الأطفال.
بالتأكيذ فالأمر محرج ..... و ستلجئين للضرب أو الأستنكار...ولكن هذا ليس حل .
الأجدر بنا قبل معالجة الأمر أو البحث عن حلول لوقف الطفل عن هذا السلوك العفوي ....لما لا نبحث عن أسبابه؟؟؟
في العموم سبب لجوء الطفل الى إفشاء أسرار البيت من غير قصد لأسباب مختلفة لعلّ أبرزها:
- رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب
- ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية.
- شعوره بالنقص أو اكتمال شخصيته
-أو ربما أنك تسألينه عن ما رآه أو سمعه من الجيران أو الأقارب ، فأتخدها عادة بأن يقدم تقريره اليومي... بعفوية طبعا.
وعادة يتخلّص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله إلى مستوى يميّز فيه بين ما يصح وما لا يصح.
أذا عرف السبب بطل العجب كما يقول المثل ....وأنت سيدتي اذا عرفت سبب اكتساب طفلك هذا السلوك و أرجع و أقول العفوي ، بالتأكيذ ستجدين طرق معالجته .....هناك عدة طرق تساعد في تقويم هذا النوع من السلوك من بينها:
- تعليم الطفل أن إفشاء أسرار المنزل من الأمور الغير المستحبة والتي ينزعج منها الناس، وأن هناك أحاديث أخرى يمكن أن يجذب من خلالها الآخرين.
- إشرحي لطفلك بهدوء مدى خصوصية ما يدور في المنزل، وأن هذه الأخيرة أمور خاصّة لا يجب أن يطلع عليها حتى الأقرباء والأصدقاء. ومع مرور الوقت، سيدرك معنى ومفهوم خصوصية المنزل.
- إبحثي عن أسباب إفشاء طفلك للأسرار، وإذا كان يفعل ذلك للحصول على الثناء والانتباه، أعطيه المزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به. وإذا كان السبب هو حماية للنفس، كوني أقل قسوة معه، وكافئيه إن التزم بعدم إفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل.
- على الوالدين الإلتزام بعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لأنه قد يعمد إلى ذلك من باب التقليد.
- تجنّبي العنف في معالجة هذه المشكلة ، مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والأوامر.
- غيّري طريقة الاحتجاج على تصرفه، وقومي، على سبيل المثال، بعدم الكلام معه لمدّة ساعة، مع إعلامه بذلك.
- لا تبالغي في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته، ويعتاد عليه الطفل.
- اشعري طفلك بأهميته في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها، فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزّز لديه ثقته بنفسه وتعلّمه تحمّل المسؤولية.
- إزرعي الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدى طفلك كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار.
منى