7 - مراعاة قاعدة أن العبرة هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
8
- عدم التكلف، أو محاولة لَيِّ أعناق الآيات من أجل موافقتها للحقيقة
العلمية، وذلك لأن القرآن الكريم أعز علينا وأكرم عندنا من ذلك لأنه كلام
الله الخالق، وعلم الخالق بخلقه هو الحق المطلق، الكامل، الشامل، المحيط
بكل علم آخر، وهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
9
- عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة: كالذات الإلهية والروح،
والملائكة، والجن، وحياة البرزخ، وحساب القبر، وقيام الساعة، والبعث،
والحساب، والميزان، والصراط، والجنة والنار وغيرها، والتسليم بالنصوص
الواردة فيها تسليماً إيمانياً كاملاً انطلاقاً من الإيمان بكتاب الله
وبسنة رسوله ، وبعجز الإنسان عن الوصول إلى مثل هذه الغيوب المطلقة.
10
- التأكيد على أن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا،
وأنها لا تحتاج هذه السنن الدنيوية الرتيبة، فهي كما وصفها ربنا أمر فجائي
منه ب «كن فيكون» أي بين الكاف والنون، وصدق الله العظيم إذ يقول:
"يسألونك
عن الساعة أيان مرسلها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو
ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفيّ عنها قل
إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (الأعراف: 187).
وعلى
الرغم من ذلك فإن الله من رحمته بنا قد أبقى لنا في صخور الأرض، وفي صفحة
السماء أعداداً كثيرة من الشواهد الحسية التي تقطع بفناء الكون، وبحتمية
الآخرة، وأن الإشارة إلى تلك الشواهد الكونية لا يمكن أن يفسر بمحاولة
التعرف على موعد الآخرة لأنها غيب من الغيوب المطلقة التي لا يعلمها إلا
الله، ولأنها لن تتم بالسنن الكونية المشاهدة في هذه الحياة.
11
- توظيف الحقائق العلمية القاطعة (التي لا رجعة فيها) في الاستشهاد على
الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية في الموضوع الواحد أو في عدد من
الموضوعات المتكاملة، وذلك في جميع الآيات الكونية الواردة في كتاب الله،
فيما عدا قضايا الخلق، والإفناء، والبعث، التي يمكن فيها توظيف الآية
القرآنية الكريمة للارتقاء بإحدى النظريات المطروحة إلى مقام الحقيقة.
12
- مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الآية
القرآنية الكريمة، لأن هذا مجال تخصصي على أعلى مستويات التخصص لا يجوز أن
يخوض فيه كل خائض، كما لا يمكن لفرد واحد أن يغطي كل جوانب الإعجاز العلمي
في أكثر من ألف آية قرآنية صريحة، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب
دلالتها من الصراحة، وتتخطى هذه الآيات مساحة هائلة من العلوم ****بية من
علم الأجنة إلى علم الفلك، وما بينهما من مختلف مجالات العلوم والمعارف
الإنسانية.
13
- يجب التفريق بين دور كل من الناقل والمحقق في قضيتي الإعجاز العلمي
والتفسير العلمي للقرآن الكريم، حيث أنه من أبسط ضوابط الأمانة ما يوجب
على الناقل الإشارة إلى من نقل عنه حتى يأخذ كل ذي حق حقه، حتى يكون النقل
مدعماً بالسند المقبول. وتجاهل هذا الخلق الإسلامي، وهذه القاعدة الأصولية
فيه من الإجحاف بحقوق الآخرين ما لا يتناسب مع موقف المدافع عن القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة، فضلاً عن إضعافه للقضية ككل.
14
-الأخذ في الاعتبار إمكانية الانطلاق من الآية القرآنية الكريمة للوصول
إلى حقيقة كونية لم يتوصل العلم ****بي إلى شيء منها بعد، انطلاقاً من
الإيمان الكامل بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، في صفائه الرباني،
وإشراقاته النورانية، وأنه كله حق مطلق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه.
15
- عدم التقليل من جهود العلماء السابقين في محاولاتهم المخلصة لفهم دلالة
تلك الآيات الكونية في حدود المعلومات المتاحة في زمانهم، وذلك لأن الآية
الكونية الواردة في كتاب الله تتسع دلالتها مع اتساع دائرة المعرفة
الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، حتى يظل القرآن الكريم مهيمناً على
المعارف الإنسانية مهما اتسعت دوائرها. وهذا من أعظم جوانب الإعجاز في
كتاب الله.
16-
التفريق بين قضيتي الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم،
فالإعجاز العلمي يقصد به هنا «إثبات سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى حقيقة
من حقائق الكون أو تفسير ظاهرة من ظواهره قبل وصول العلم المكتسب إليها
بعدد متطاول من القرون» ، أما التفسير فهو «محاولة بشرية لحسن فهم دلالة
الآية القرآنية إن أصاب فيها المفسر فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد» ،
والمعول عليه في ذلك هو نيته؛ وهنا يجب التأكيد على أن الخطأ في التفسير
ينسحب على المفسر، ولا يمس جلال القرآن الكريم.
17
يجب تحري الدقة المتناهية في التعامل مع كتاب الله، وإخلاص النية في ذلك،
والتجرد له من كل غاية، وتذكر قول المصطفى : «من قال في القرآن بغير علم
فليتبوأ مقعده من النار"س