قصة الشيخ الوقور وركاب القطار

هي قصه معبره فكم هي خاصه بكل واحد منا فانا وانت وهو وهي
قد عايشناها لحظه بلحظه...واليكم احداث هذه القصه...حصلت
هذه القصه في احد القطارات..ففي ذات يوم اطلقت صافرة القطار مؤذنه بموعد
الرحيل..صعد كل الركاب الي القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متاخرا ولكن لحسن
حظه القطار لم يفته..صعد ذلك الشيخ الوقور الي القطار فوجد ان الركاب قد
استحوذوا علي كل مقصورات القطار.توجه الي
المقصوره الاولي..فوجد فيها اطفالا صغارا
يلعبون ويعبثون مع بعضهم فاقراهم السلام فتهللوا لذلك الوجه الذي يشع نورا
وذلك الشيب الذي ادخل الي نفوسهم الهيبه والوقار له..اهلا ايها الشيخ
الوقور سعدنا برؤيتك..فسالهم هل كانوا يسمحون له بالجلوس..فاجابوه مثلك
نحمله علي رؤؤسنا ولكن ''لكن''نحن اطفال في عمر الزهور نلعب ونلهو مع بعضنا
نخشي الا تجد راحتك معنا ونسبب لك ازعاجا كما ان وجودك معنا قد يقيد
حريتنا ولكن اذهب الي المقصور التي بعدنا فالكل يود استقبالك...توجه الشيخ الوقور الي المقصوره الثانيه...فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في اخر المرحله
الثانويه معهم الات حاسبه ومثلثات وهم في
غاية الانشغال في حل المعادلات الحسابيه والنظريات فاقراهم السلام..ليتكم
رايتم وجوههم المتهلله والفرحهبرؤية ذلك الشيخ الوقور..رحبوا به وابدوا
سعادتهم برؤيته اهلا بالشيخ الوقور.. هكذا قالوها..فسالهم ان كانوا يسمحون
له بالجلوس..اجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن..كما تري
نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسيه ويغلبنا الحماس احيانا فترتفع
اصواتنا..ونخشي ان نزعجك او الا ترتاح معنا ونخشي ان وجودك معنا قد يجعلنا
نشعر بعدم الراحه في هذه الفرصه التي نغتنمها استعداد للامتحانات نهاية
العام..لكن توجه الي المقصوره التي تلينا فكل من يري وجهك الوضاء يتوق لنيل
شرف جلوسك معه..مري الي الله..توجه الشيخ الوقور
الي المقصوره التاليه..فوجد شاب وزوجته
يبدو انهم في شهرعسل..لمات رومانسيه.. ضحكات.. مشاعردفاقه بالحب
والحنان..اقراهما السلام..تهللوا لرؤيته اهلا بالشيخ الوقور.. اهلا بذي
الجبين الوضاء..فسالهما ان كانا يسمحان له بالجلوس معهما في
المقصوره..فاجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته..ولكن كما تري نحن زوجان في
شهر العسل..جونا رومانسي.. شبابي..نخشي الا تشعر بالراحه معنا او نتحرج
متابعة همساتنا امامك..كل من في القطار يتوق ان تشاركهم مقصورتهم..توجه الشيخ الوقور الي المقصوره التي بعدها..فوجد شخصان في اواخر الثلاثينات من عمرهم..معهما خرائط
اراضي ومشاريع ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبليه..اقراهما
السلام..فتهللا لرؤيته..وعليكم السلام ورحمة الله ايها الشيخ الوقور..اهلا
وسهلا بك يا شيخنا الفاضل..فسالهما ان كانا يسمحان له بالجلوس..فقالا له
لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا بل اننا محظوظين حقا برؤية وجهك
الوضاء ولكن''يالها من كلمه مدمره تنسف كل ماقبلها''كما تري نحن في بداية
تجارتنا وبالنا مشغول بالتجاره والمال ونخشي ان نزعجك اوالا تشعر معنا
بالراحه..اذهب للمقصوره التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك..وهكذا حتي وصل الشيخ الي اخر مقصوره..وجد فيها عائله مكونه من اب وام وابنائهم لم يكن في
المقصوره اي مكان شاغر للجلوس..قال لهم السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته..فردوا عليه السلام ورحبوا به اهلا ايها الشيخ الوقور..وقبل
انيسالهم السماح له بالجلوس طلبوا منه ان يتكرم عليهم ويشاركهم
مقصورتهم..محمد اجلس في حضن اخيك احمد..ازيحوا هذه الشنط عن الطريق..تعال
يا عبد الله اجلس في حضن والدتك..افسحوا مكانا له..حمد الله ذلك الشيخ
الوقور وجلس علي الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار..توقف القطار في احدي المحطات..وصعد
اليه بائع الاطعمه الجاهزه فناداه الشيخ وطلب منه ان يعطي كل افراد
العائله التي سمحت له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من اكل وطلب لنفسه سندوتش
اخذت العائله كل ما تشتهي من طعام وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا
يتحسرون علي عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم فكان
يريد الجلوس معنا ولكن...صعد بائع العصير
الي القطار وفعل مع العائله ما فعله من قبل يا الله بدات نظرات ركاب القطار
تحيط بهم وبدؤا يتحسرون علي تفريطهم اه كان يريد الجلوس معنا ولكن وصعد
بائع الصحف فناداه الشيخ وطلب مجلة الزهرات امل هذه الامه للام ومجلة كن
داعيه للاب ومجلة شبل العقيده للاطفال وطلب لنفسه جريدة امة الاسلام وكل
ذلك علي حسابه وما زالت نظرات الحسره باديه علي الركاب ولكن لم تكن هذه هي
حسرتهم العظمي..توقف القطار في المدينه المنشوده..واندهش كل الركاب من الحشود العسكريه والورود
والاحتفالات التي زينت محطة الوصول ولم يلبثوا حتي صعد طابط ذو رتبه عاليه
وطلب من الجميع البقاء في اماكنهم حتي ينزل ضيف الملك من القطار لان الملك
بنفسه جاء لاستقباله ولم يكن هذا الضيف سوي الشيخ الوقور وعندما طلب منه
النزول رفض ان ينزل الا بصحبة العائله التي استضافته وان يكرمها الملك
فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي واغدق عليهم من الهبات والعطايا
وتمتعوا بمناظر القصر المنيف وحدائقه الفسيحه..هنا تحسر الركاب علي انفسهم
ايما تحسر فكانت هذه حسرتهم وقت لا تنفع حسره..
والان هل عرفتم من هو ذلك الشيخ الوقور لم يكن ذلك الشيخ الوقور الا
الدين..ابليس عليه لعائن الله الي يوم الدين توعد باضلالنا..وفضح الله خطته
حينما قال في كتابه الكريم''ولامنينهم''فقد اتانا ابليس من باب التسويف اي
التاجيل بعد عجزه في ابعادنا عن ديننا اه ما اجمل الالتزام بالدين ولكن
مازالوا اطفالا يجب ان ياخذوا نصيبهم من اللعب اللهو حرام نقيدهم..ندما
يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين وما اجمل الالتزام بالدين لكن هم الان طلبه
مشغولون بالدراسه..او مازلنا في شهر العسل الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا
او مازلت اكون نفسي فبعد ان اقف علي رجلي ساهتم بديني..ولا نعلم هل ياتي غدا ونحن احياء ام نكون وقتها تحت
الثري.. حتي ياتي هادم اللذات وما ادراكم وهادم اللذات فيحول بيننا والي
الرجوع الي الله حينها نتحسر علي فوات الاوان وعلي انتهاء العمر ..ولكن..يث
لا تنفع الحسره والندم..وان شئتم فاقرؤا''حتي اذا جاء احدهم الموت قال رب
ارجعون''لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها ومن ورائهم
برزخ الي يوم يبعثون''.سورة المؤمنون الايه 99''100 .هذه
القصه كتبها الاستاذ[size=25]/محمد فاروق منسي/
وانا نقلتها لكم واتمني لكم كل الخير والسعاده وان يصل مغزي القصه اليكم
وشكرا لكم
منقول
[/size]

Admin عدد الرسائل : 12420 تاريخ التسجيل : 30/09/2008

Admin عدد الرسائل : 12420 تاريخ التسجيل : 30/09/2008

شكرا لمروركم بالموضوع

تبل الله صبام الجميع

_________________

» مكتبـــة الشيخ الألباني
» الشيخ كشك : نهاية العالم
» موسوعة الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي
» مصحف الشيخ العيون الكوشي
» موسوعة الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي