ابورحاب عضو اساسي
عدد الرسائل : 1075 تاريخ التسجيل : 02/10/2008
| موضوع: اصلاح التعليم ... بناء الانسان الثلاثاء مارس 02, 2010 8:45 pm | |
|
يقول مثل صيني "إذا أردت تأسيس مشروع سنوي، فازرع الحبوب، وإذا أردت تأسيس مشروع عقدي، فازرع الأشجار، وإذا أردت تأسيس مشروع أبدي، فأبن الإنسان"!، ولكن كيف نبني الإنسان؟، هذا هو المهم.
لا شك إن بناء الإنسان هو من أصعب أنواع البناء، وأكثرها استهلاكاً للوقت والجهد، وقد يكون للمال أيضا(في وقت معين)، ولكن بالمقابل النتيجة مضمونة، والعوائد آتية، والمستقبل مشرق، لا ريب في ذلك، إذا ما تمت عملية إدارة هذا البناء بنجاح. ومما لا شك فيه أن أفضل وسيلة لبناء الإنسان هو تعليمه، فالتعليم، ومن ثم التدريب هو أفضل طريقة لبناء الإنسان والمجتمعات المتطورة أيضاً. ولسنا هنا بوارد بيان فوائد التعليم وآليته، ولكن ما نحن بصدده الآن هو كيفية إصلاح نظام التعليم القائم في بلادنا، هذا النظام الذي به من العِلل ما يكفيه، وفيه من المثبطات ما يمنعه من تحقيق غايته المنشودة.
فمنذ سنوات عِدة والخطط تُدرس وتُوضع، ومن ضمنها الخطط الخمسية للدولة، وآخرها الخطة الخمسية العاشرة، التي قيل بها الكثير أثناء وضعها، من ضمنها، أنها أكثر الخطط دراسة، وموضوعية، ودقة!، وإن كان معظم ما جاء بها منقول، أو بالأحرى مُرحّل من "فشل تطبيق" الخطط السابقة، واليوم، نحن على أبواب السنة الأخيرة من هذه الخطة، ماذا تحقق من هذه الخطة في قطاع التربية والتعليم؟، هذا موضوع آخر يحتاج إلى تدقيق وتمحيص دقيقين، إلا إنه بنظرة موضوعية إلى هذه الخطة، تجد أنها خطة طموحة، وتجد نفسك مأخوذاً بها لسمو أهدافها ورفعتها، فالجمل مُصاغة أو مسبوكة جيدا، والأهداف عديدة وبالجملة، والحق يُقال، ينطبق على الخطة المثل القائل "من كل بستان زهرة"، فالأهداف، وبالتالي الموازنات مُشتتة ومُبعثرة من هنا وهناك، وهي، أيّ الموازنات، لا يمكنها أن تُحدث تطوراً أو نقلة نوعية في أي حقل من حقول التعليم كافة، ابتداءً من رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا في الجامعات!، وعليه لا بد من إعادة النظر بهذه الخطط وموازناتها، إن بعثرة الجهود والتمويل على أهداف كثيرة يفقدها فاعليتها وإمكانية تحقيقها، فوضع الخطط يجب أن يرافقه بالتأكيد النظر في الإمكانيات، وهذا، كما أعتقد لم يتم كما يجب، أما التركيز على الكلام الإنشائي الجميل في صياغة الخطط، فهذا لن يُقدم شيئا، وهذا ما أشار إليه تقرير هيئة تخطيط الدولة نفسهاً لهذا العام حول نسب تنفيذ هذه الخطة !.
أرى من المفيد اليوم والأجدى التركيز على التعليم في مراحله الأولى(بما في ذلك مرحلة ما قبل المدرسة)، أكثر منه في بقية المراحل المتأخرة، من حيث وضع الخطط الطموحة والموازنات المناسبة، فإذا كان الأساس مناسباً وقويا فمن الممكن إشادة البناء، وشخصياً لا أرى فائدة تُذكر من العمل على التوازي وعلى عدة جبهات من التعليم، كما هو حاصل لدينا الآن، لأن هذا الوضع لا يُتيح التركيز على جودة مخرجات التعليم، وهي الأهم. آن الوقت لوضع استراتيجيه وطنية للتعليم تستند إلى تطوير التعليم الأساسي أولا كمنطلق لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي لاحقاً، ولكن هذا الأمر يتطلب النظر بجدية أكثر إلى المشاكل التي يعانيها هذه القطاع، وعليه يجب العمل على عدة محاور منها:
1. إعادة الاعتبار، والاحترام، والهيبة لأستاذ المدرسة، ماديا ومعنويا، وذلك بمضاعفة رواتبه الشهرية إلى الدرجة التي تسمح له بتأمين العيش الكريم لأسرته ،ومنحه العديد من الامتيازات الأخرى. فمن غير المعقول أن يقوم أستاذ المدرسة بعمل إضافي آخر، بما في ذلك الدروس الخصوصية، لإعالة أسرته، ولنا أن نتصوّر الأثر السلبي في حياة التلميذ/الطفل عندما يشاهد أستاذه، مثله الأعلى، أو هكذا هو المفترض، يعمل سائقاً لسيارة أجرة أو يبيع على قارعة الطريق أو......بعد انتهاء الدوام!.
2. إعادة تأهيل القسم الأعظم من المدرسين المتخرجين من المعاهد التعليمية والجامعات أيضاً لضعف سويتهم العلمية، فمن المعلوم أن مهنة التعليم لا تجذب اليوم سوى الطلاب الذين حصلوا على مجموع متواضع في الثانوية العامة لأسباب كثيرة.
3. تشجيع دخول الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة إلى الكليات التي لها علاقة بمهنة التعليم، ككليات العلوم واللغات والمعاهد التعليمية الأخرى وذلك بتخصيص مرتبات عالية لهم أثناء الدراسة.
4. تطوير طرق التعليم والامتحان وأدواته وذلك بالابتعاد عن الأساليب القديمة كالتلقين، التي لا تنتج سوى طالباً عينه على نتيجة الامتحان فقط!. فالتعليم الحديث يحتاج إلى أدوات عصرية لإنتاج الطالب المتعلم والباحث بآن واحد.
5. تطوير المناهج التعليمية، وفي حدود معرفتي فإنه تُبذل جهود حثيثة في هذا المجال، ولكن مع ذلك ، وعلى الرغم من النوعية المقبولة لمناهجنا التعليمية، بالمقارنة مع العديد من الدول العربية، إلا أن هذه المناهج تعاني من الضعف، مقارنة بالمناهج العالمية وخاصة فيما يتعلق بمناهج الرياضيات والعلوم واللغات وطرق تدريسها.
6. تطوير البنية التحتية من أبنية مدرسية ومخابر وتجهيزات وصحة مدرسية....الخ.
من هنا نرى أنه من الضروري بمكان تركيز الجهود على المراحل الأساسية من التعليم، بمعنى أنه يجب وضع رؤية وتصوّر شاملين لهذه المرحلة والتركيز عليها، ولا بد من تحديد إطار زمني للبداية، بحيث يمكننا القول أنه بعد كذا ...سنة من السنوات سيكون لدينا طالب جامعي، وبالتالي خريج يمكنه الانطلاق إلى سوق العمل، أيّ كان، بجدارة وبثقة عالية. ولنا في بعض دول العالم خير مثال. فاليوم، وفي مؤتمرات عالمية مرموقة حول التعليم، تسنّى لي حضور بعضها، تُذكر بعض الدول الأسيوية كمثال ناجح على أهمية الأخذ بالتعليم كوسيلة أساسية لبناء
الإنسان، وفي طليعة هذه الدول سنغافورة وكوريا الجنوبية ومن ثم ماليزيا وغيرها. ولكن تبقى التجربتين الكورية الجنوبية والسنغافورية فريدتين بتركيزهما الأساسي والشديد على التعليم في مراحله المبكرة، فهذه الدول بدأت بإصلاح التعليم الأساسي بالتدريج إلى أن وصلت إلى مستوٍ متطور للتعليم العالي والبحث العلمي، وهذا ما يفسّر أيضاً حصول هذه الدول على مراتب متقدمة في الاختبارات الدولية في العلوم الأساسية لطلاب المدارس فيها، فالمستوى العلمي لطلاب هذه الدول، إضافة إلى الصين، تتفوق اليوم على طلاب الدول الأوروبية والأمريكية، بشهادة المختصين في هذه الدول الأخيرة، في اختبارات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية.....
وفي هذا السياق أيضاً، قد يكون من المفيد ذِكر الحادثة التالية، إذ كنت أستمع من راديو السيارة لمقابلة مع أحد الوزراء، في دولة خليجية، وكان يروي مشاهداته لسنغافورة، ولقاءاته مع المسؤولين في هذا البلد. قال: سألت وزير التعليم في هذا البلد، "كيف حققت سنغافورة نهضتها الاقتصادية والعلمية؟، وانتم بلد صغير، فقير بالموارد الأولية، ولا يوجد لديكم نفط كما هو الحال في بلدي"، فقال الوزير الأسيوي، "الحمد الله، أنه ليس لدينا نفط!!، فمن الممكن أن يكون نقمة وليس نعمة!، بمعنى أنه لو كان لدينا نفط، أقول ربما، لكنّا تكاسلنا، وركنّا إلى الدِعة، والراحة، بدلا من الجد والمثابرة"، فقال الوزير الخليجي، "ولكنك لم تخبرني كيف تطورتم، وحققتم هذه القفزة الاقتصادية؟" ، فقال الوزير الأسيوي بكلمة واحدة، إن سرّ هذه النهضة هو الإنسان، وبديهي إن التركيز على الإنسان يتطلب تأمين التعليم والتأهيل الجيدين، فلقد بنيّنا نظاما تعليمياً متطوراً ومتكاملاً وصارماً.....، وعليه ليس غريبا أن نسمع ونقرأ اليوم في وسائل الإعلام، أن هناك مدارس قد تم فتحها في سنغافورة لطلاب أعمارهم تبدأ من سن الستة أشهر!!، وهي في انتشار كبير!!، وفي ذلك تأكيداً للمثل العربي القديم، "التعليم في الصغر كالنقش في الحجر". فهل نحن فاعلون ونُركّز على بناء الإنسان، بتعليمه، وتأهيله، لمواجهة تحديات العصر التي لا ترحم؟
منقول
_________________ | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 12420 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: اصلاح التعليم ... بناء الانسان الإثنين مارس 08, 2010 4:38 pm | |
| | |
|
يوسف يوسف عضو اساسي
عدد الرسائل : 1443 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 17/08/2009
| موضوع: رد: اصلاح التعليم ... بناء الانسان الأربعاء أبريل 21, 2010 9:47 am | |
| | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 12420 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: اصلاح التعليم ... بناء الانسان السبت مايو 15, 2010 12:02 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته منتدى التنمية البشرية يحتاج منك يا {زائر} ان تعطيه اهتماما بان تشارك ترد على هذه المساهمات كلمة شكر لاتنقص منك شيء لقد سجلنا تواجداك يا {زائر} في هذه الصفحة نتمنى ان نتعاون مع بعض لك منا يا {زائر} كل الشكر
| |
|