أظهرت الدراسات التربوية الحديثة ضرورة وجود الأمهات بالمنزل فى مرحلة
المراهقة للفتيات، ومتابعتهن عند العودة من المدرسة، وكذلك فى وقت الغذاء
وعند النوم، حيث نجد علاقة الأمهات والبنات غالبا ما تكون معقدة.
وتشير
ليندا وسوزان بيرلمان مؤلفا كتاب "قريبة من الراحة؟"، إلى تشكيل الألفة من
جديد بين الأم وابنتها الناضجة، وأضافا أن هناك فجوة بين الآباء والأمهات
والأطفال اليوم، ووضعا الخط الفاصل بين حالتين هما: "قريبة" و"قريبة جدا".
وتحتاج الفتاة فى مرحلة المراهقة إلى والديها، وخاصة الأم، حيث تحتاج إلى
الحب والاهتمام، وأيضا إلى الإنصات لمشاعرها فهى تعد من أهم مراحل تكوين
شخصية الإنسان، ويحذران من تكوين مرض نفسى، وخاصة مرض الفصام أو أى مرض
آخر مثل: الكذب، القلق، الغيرة، الخوف وغير ذلك.
وتعانى الفتيات
الآثار النفسية السيئة لغياب والديها، وهذا بسبب أن الوالدين فى العمل ولا
يوجد وقت لمناقشة مشكلاتهم النفسية والسلوكية. فأظهرت الأبحاث العالمية أن
عدم تخصيص وقت معين يوميًا والتفرغ للفتيات يوميًا أو يومين فى الأسبوع
لتقويم سلوكياتهم، ومتابعة أداؤهن الدراسى نتيجة لانشغال الأبوين بالفعل،
لم يكن يشبع الحاجات الوجدانية لديهم، بل يولد لديهم المشاعر العدوانية
والرفض تجاه الوالدين.
وتنصح الدراسات باستخدام استراتيجية تعتمد
على المراقبة والمتابعة اليومية للمراهقات، بحيث يكون لدى الأم والأب
الوقت والمساحة النفسية للقاء بشكل شبه يومى، وتبدأ الأمهات بالتخلى عن
نظام العمل ليوم كامل، حتى يكون لديها لديهم سعة من الوقت وقدرة نفسية
للقيام بالجهد المطلوب لرعاية ومتابعة تغيرات فترة المراهقة. منقول