الوَسَطِيَّةُ
نجاةٌ من الهلاك
تمامُ السعادة مبنيٌّ على ثلاثةِ أشياء :
اعتدالِ الغضبِ .
اعتدالِ الشهوةِ .
اعتدالِ العِلْمِ .
فيحتاجُ أن يكون أمرُها متوسِّطاً ، لئلاَّ تزيد قوةُ الشهوةِ ،
فتُخرِجه إلى الرُّخصِ فيهلِك ، أو تزيدُ قوةُ الغضبِ ، فيخرُج إلى الجموحِ فيهلك
. (( وخيرُ الأمورِ أوسطُها )) .
فإذا توسَّطتِ القُوَّتانِ بإشارة قوَّةِ العِلْمِ ، دلَّ على طريقِ
الهدايةِ . وكذلك الغضبُ : إذا زاد ، سهُل عليهِ الضرْبُ والقتلُ ، وإذا نقص ،
ذهبتِ الغيرةُ والحميَّةُ في الدينِ والدنيا ، وإذا توسَّط ، كان الصبرُ والشجاعةُ
والحِكْمةُ . وكذلك الشهوةُ : إذا زادتْ ، كان الفِسْقُ والفجورُ ، وإنْ نقصتْ ،
كان العَجْزُ والفتورُ ، وإن توسَّطتْ ، كانتِ العفةُ والقناعةُ وأمثالُ ذلك . وفي
الحديثِ (( عليكم هدْياً قاصِداً )) * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً*
********************