أنت
تتعاملُ مع أرحمِ الراحمين
إن لفت نَظَرَك هذا الحديثُ ، فقد لفت نظري أيضاً ، وهو ما رواه أحمد
وأبو يعلى والبزارُ والطبرانيُّ ، أنَّ شيخاً كبيراً أتى النبي - صلى الله عليه
وسلم - وهو مُدَّعِمٌ على عصا ، فقال : يا نبيَّ اللهِ ، إنَّ لي غدراتٍ وفجراتِ ،
فهل يُغفرُ لي ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( تشهدُ أنْ لا إله إلا
اللهُ وأنَّ محمداً رسول الله ؟)) قال : نعمْ يا رسول اللهِ . قال : (( فإن الله
قد غفر لك غدراتِك وفجراتِك)) . فانطلق وهو يقول : اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ .
أفهمُ من الحديث مسائل : منها سعةُ رحمةِ أرحمِ الراحمين ، وأنَّ
الإسلام يهدمُ ما قبله ، وأن التوبة تجبُّ ما قبلها ، وأن جبال الذنوب في غفرانِ
علاّم الغيوب لاشيءٌ ، وأنه يجبُ عليك حُسْنُ الظَّنِّ بمولاك ، والرجاءُ في كرمِه
العميمِ ، ورحمتِه الواسعةِ .
*****************