لا
تحزنْ ، فيُسرَّ عدوُّك
إنَّ حزنك يُفْرحُ خصمك ، ولذلك كان منْ أصولِ الملَّةِ إرغامُ
أعدائِها : * تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ * .
وقولُه - صلى الله عليه وسلم - لأبي دُجانة ، وهو يخطرُ في الصفوفِ
متبختراً في أُحًد : ((إنها لمشيةٌ يبغضُها اللهُ إلا في هذا الموطنِ )) . وأمر
أصحابهُ بالرَّمل حَوْلَ البيتِ ، ليُظهروا قوتهم للمشركين .
إنَّ أعداء الحقِّ وخصوم الفضيلةِ سوف يتقطَّعون حسرةً إذا علمُوا
بسعاتِنا وفرحِنا وسرورِنا ، * قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ * ، * إِن تُصِبْكَ
حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ * ،* وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ*
رُبَّ منْ أنضجتُ يوماً قلْبهُ قد تمنَّى لي شراً لم يُطعْ
وقال آخر :
وتجلُّدي للشَّامتين أُريِهمُ أنِّي لريْبِ الدَّهرِ لا أتضعْضعُ
وفي الحديثِ : (( اللهمّ لا تُشمِتْ بي عدُواً ولا حاسِداً )) .
وفيه : (( ونعوذُ بك منْ شماتِةِ الأعداءِ )) .
كُلُّ المصائبِ قد تمُرُّ على الفتى وتهونُ غير
شماتةِ الأعداءِ
وكانوا يتبسَّمون في الحوادِثِ ، ويصبرون للمصائبِ ، ويتجلَّدُون
للخطوبِ ، لإرغامِ أُنُوفِ الشّامِتِين ، وإدخالِ الغيْظ في قلوبِ الحاسدين : *
فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا
اسْتَكَانُواْ * .
*******************