الخُلدُ
والنعيمُ هناك لا هُنا
هلْ تريدُ أن تبقى شابّاً مُعافىً غنيّاً مخلَّداً ؟ إنْ كنت تريدُ
ذلك فإنهُ ليس في الدنيا ، بلْ هناك في الآخرةِ ، إنَّ هذهِ الحياة الدنيا كَنَبَ
اللهُ عليها الشقاء والفناء ، وسمَّاها لهواً ولعِباً ومتاع الغرورِ .
عاش أحدُ الشعراءِ معدماً مُفِلساً ، وهو في عنفوان شبابِهِ ، يريدُ
درهماً فلا يجدُهُ ، يريدُ زوجةً فلا يحصُلُ عليها ، فلمَّا كبرتْ سِنُّ وشاب
رأسُه ، ورقَّ عَظْمُهُ ، جاءهُ المالُ منْ كلِّ مكانٍ ، وسهُلَ أمرُ زواجهِ
وسكنِه ، فتأوَّه منْ هذه المتَادّاتِ وأنشد :
ما كنتُ أرجوهُ إذ كنتُ ابن عشرينا مُلِّكْتُهُ
بعد ما جاوزتُ سبعينا
تطُوفُ بي منْ بناتِ التُّركِ أغْزِلةٌ مِثلُ
الظِّباءِ على كُثبانِ يبرينا
قالوا أنينُك طول الليلِ يُسْهِرُنا فما الذي تشتكي قلتُ الثمانينا
* أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ * ، *
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * ، * وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ * .
إنَّ مَثَلَ هذهِ الحياةِ الدنيا كمسافرٍ استظلَّ تحت ظلِّ شجرةٍ ثم
ذهب وتركها .
*******************