لحظاتٌ
مع الحمقى
للزيِّاتِ في مجلةِ ( الرسالة) كلامٌ عجيبٌ ، ومقالةٌ رائعةٌ في وصفِ
الشيوعيةِ ، حينما أرسلوا سفينة الفضاءِ إلى القمرِ وعادتْ ، فكتبَ أَحَدُ
روّادِها مقالاً في صحيفةِ ( البرافدا) الروسيةِ ، يقولُ فيها : صعِدْنا إلى
السماءِ فلمْ نجدْ هناك إلهاً ولا جنةً ولا ناراً ولا ملائكةً .
فكتب الزيَّاتْ مقالةً فيها : « عجباً لكم أيُّها الحُمُرُ الحمْقى
!! أتظنون أنكمْ سوف تَرَوْنَ ربَّكُم على عرشِهِ بارزاً ، وسوف ترون الحُور
العِين في الجناتِ يمشين في الحريرِ ، وسوف تسمعون رقرقة الكوْثرِ ، وسوف تشمُّون
رائحة المعذَّبين في النارِ ، إنكمْ إنْ ظننتم ذلك خسرتُم خسرانكم الذي تعيشونه ،
ولكنْ لا أفسرُ ذلك التيه والضلال والانحراف والحُمْق إلا بالشيوعيةِ والإلحادِ
الذي في رؤوسِكمْ . إنَّ الشيوعية يومٌ بلا غدٍ ، وأرضٌ بلا سماءٍ ، وعملٌ بلا
خاتمةٍ ، وسعيٌ بلا نتيجةٍ .. » إلى آخرِ ما قال ، * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ
أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً * ، * لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ
أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا * ، *
وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ * ، * أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
* ، * أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ * .
ومن كلامِ العقادِ في كتابِ ( مذاهبُ ذوي العاهاتِ ) ، وهو ينهدُ
غاضباً على هذهِ الشيوعيةِ ، وعلى هذا الإلحادِ السخيفِ الذي وقع في العالمِ ،
كلامٌ ما معناه : إنَّ الفطرة السويَّة تقبلُ هذا الدين الحقَّ ، دين الإسلامِ ،
أما المعاقون عقلياً والمختلفون وأهلُ الأفكارِ العفِنةِ القاصرةِ ، فإنها يمكنُ
أنْ ترتكب الإلحاد . * وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ * .
إنَّ الإلحاد ضربةٌ قاصمةٌ للفكرِ ، وهو أشبهُ بما يُحدِّثُه
الأطفالُ في عالمِهم ، وهو خطيئةٌ ما عَرَفَ الدهرُ أكبر منها خطيئةً . ولذلك قال
اللهُ سبحانه وتعالى: * أَفِي اللّهِ شَكٌّ....* !!
يعني : أنَّ الأمر لا شكَّ فيه ، وهو ظاهرٌ . بلْ ذكر ابنُ تيمية :
أن الصانع - يعني : الله سبحانه وتعالى - لم ينكرْه أحدٌ في الظاهِرِ إلا فرعونُ ،
مع العلمٍ أنهُ معترفٌ به في باطنِه ، وفي داخلهِ ، ولذلك يقولُ موسى : * قَالَ
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً * ، ولكنَّ فرعون في آخر
المطافِ صرخ بما في قلبِه : * آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ
بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * .
**********************