لا
تَحْزَنْ
إذا
واجهتْكَ الصعابُ وداهمتْك المشاكلُ واعترضتك العوائق ، واصبر وتحمَّلُ
إنْ كانَ عندك يا زمانُ بقيَّةٌ مما تُهينُ بهِ الكرامَ فهاتِها
إنَّ
الصبر أرفقُ من الجزعِ ، وإنَّ التحمل أشرفُ من الخورِ ، وإن الذي لا يصبرُ
اختياراً سوف يصبرُ اضطراراً .
وقال
المتنبي :
رماني
الدهرُ بالأرزاءِ حتى فؤادي في غشاءٍ من
نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ
تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا
لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
وقال
أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ
إن
الكوخ الخشبيَّ ، وخيمةَ الشَّعْرِ ، وخبز الشعيرِ ، أعزُّ وأشرفُ - مع حفظِ ماءِ
الوجهِ وكرامةِ العِرْضِ وصوْنَ النفسِ - من قَصْرٍ منيفٍ وحديقةٍ غنَّاءَ مع
التعكيرِ والكَدَرِ .
المحنةُ
كالمرض ، لابدَّ له من زمن حتى يزول ، ومن استعجل في زوالهِ أوشك أن يتضاعف
ويستفحل ، فكذلك المصيبةُ والمِحْنَةُ لابدَّ لها من وقتٍ ، حتى تزول آثارُها ،
وواجبُ المبتلي : الصبرُ وانتظارُ الفرجِ ومداومةُ الدُّعاءِ .
*********************
منقول من كتاب
لا تحزن
للشيخ عائض القرني