كان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه كيف يستأذنون ،
فإذا زار أحدهم أخاه يلقي التحية ويذكر اسمه ولا يقف أمام الباب فيطلع على
عورات أهل البيت بل يبتعد يمينا أو شمالا ، وكان إذا رأى أحدا خالف شيئا
من ذلك ربما زجره زجرا عنيفا حتى يكاد يؤذي عضوا من أعضائه إذا كان يستحق
هذه العقوبة . وإذا كانت المخالفة لا تستحق مثل ذلك كان يبين له خطأه
ويوضح له الصواب كما في التحية .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ـ قال : (( أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي ، فدققت الباب ، فقال : من
ذا ؟ فقلت : أنا ، فقال : أنا أنا ، كأنه كرهها ))[1] متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم : (( فخرج وهو يقول أنا ، أنا )) .
وعلق الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ على هذا الحديث فقال :
( وذكر ابن الجوزي : أن السبب في كراهية قول ، أنا ، أن فيها نوعا من
الكبر ، كأن قائلها يقول : أنا الذي لا أحتاج أن أذكر اسمي ولا نسبي [2] .
وقال النووي ـ رحمه الله ـ : ( ولأنه لم يحصل بقوله أنا
فائدة ولا زيادة بل الإبهام بل ينبغي أن يقول فلان باسمه ، وإن قال : (
أنا فلان ) فلا بأس كما قالت أم هانئ )[3] اهـ .
وعن أبي جري جابر بن
سليم ـ رضي الله عنه ـ قال : رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا
إلا صدروا عنه ، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
، قلت : عليك السلام يا رسول الله مرتين قال : (( لا تقل عليك فإن عليك
السلام تحية الميت قل السلام عليك )) [4] أخرجه أبو داود وصححه الألباني (4084
منقول